بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا أَرْسَلْنَاکَ إِلَاّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِینَ
في الزمن الذي تشعر فيه البشرية أكثر من أي وقتٍ مضى بالحاجة إلى الهداية السماوية وإلى الرحمة والخلاص والفلاح، الهدف الأسمى لأعلى و أشرف رسول إلهي النبي محمد صلى الله عليه وآله،
وفي الوقت الذي نشهد فيه في كل العالم لا سيّما في أوروبا وأمريكا إقبالاً متزايداً على المدرسة الفكرية النورانية للإسلام بالرغم من التشويه الإعلامي لقوى الإستكبار و بعد مضي 14 قرناً على هذه الدعوى العظمى التي كان هدفها هداية الناس وقيادتهم إلى الخلاص والفلاح،
وفي حين أن هذه المدرسة التي عشق حقيقتها قلوب مليار و نصف من الأمة الإسلامية فجعلت منها لنفسها أسوة حسنة،
وفي حين أن هذه المدرسة والدعوة المنجية استحقت احترام من لا يؤمن بها، حتى أثنوا على نهج وأسلوب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله،
قام بعض الساقطين عُمي القلوب اختاروا نهجاً منحطاً خارجاً عن شرافة الإنسانية أي الإستهزاء على سبيل الحرب والخصام، وقد بدأت هذه الإهانات الحقيرة والمتكرّرة للمجلة المُدنّسة “تشارلي إيبدو” في فرنسا وإحراق المصحف النوراني القرآن الكريم في السويد وغيرها من البلدان الأوروبية منذ عام 2007 تحت مظلة حريّة البيان، وهذه نماذج من الجاهلية الحديث والإنحطاط الفكري والأخلاقي في العصر الحاضر.
الإتحادية الأوروبية الإسلامية لعلماء الشيعة تدين بشدّة هذه الأعمال التضليلية، وتؤكد على احترام أتباع جميع الأنبياء الإلهيين الكرام، وعلى حرية البيان:
أولاً: إن أي إهانة إلى رسول الله الأكرم (ص)، هي إهانة إلى جميع الأنبياء الإلهيين وتدنيس القرآن الكريم هو تدنيس لجميع كتب الأنبياء.
ثانياً: نشكر الإجراءات الإيجابية التي اتخذتها دولة السويد، ونطالب المسؤولين والمقوننين الأوروبيين أن يفكّكوا بين موضوع حريّة التعبير وإهانة مقدّسات الأديان السماوية في قارة أوروبا وأن يعملوا على وضع قانونٍ يمنع من إهانة مقدّسات الأديان السماوية في قارة أوروبا، وذلك سعياً لتقوية روح التعايش السلمي بين أتباع الأديان السماوية وحفظ سلامة المواطنين الأوروبيين واستقرار أمنهم لما يشكّله ذلك العمل الجهول وغير المنطقي من خطر.
الإتحادية الأوروبية الإسلامية لعلماء الشيعة
السيد محمد مهدي الخادمي
2020/9/9