الخطیب: مقامة مِن قِبَل مُدیر المركز و إمام المسجد آیة الله الدكتور رضا الرمضاني
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد لله ربّ العالمین و الحمد لله الذي لا مُضادّ له في مُلكه و لا مُنازِعَ لَهُ في أمره، الحمدالله الذی لا شریك لَهُ في خلقه و لا شبیهَ لَهُ في عَظَمَتِه (جزء من دعاء الإفتتاح) وصلّی الله علی سیّدنا و نبیّنا محمّد صلّی الله علیه وعلی آله الطیبین الطاهرین و أصحابه المنتجبین.
عباد الله أُوصیكم و نفسي بتقوی الله و اتّباع امره و نهیه .
بـَـلَغَ الـعُـلی بِـكـمــالِهِ كشَــفَ الدُجی بِـجَمالِهِ
حَسُنَت جَمیعُ خِـصــالِهِ صَــلـّوا عَــلَیـهِ وَ آلِـهِ
بما أنَّ هذا الیوم المبارك هو یوم ولادة رسول الرحمة و الرأفة المصطفی الأمجد أبو القاسم محمّد (ص) و هویومٌ فیه البركات لكلّ المسلمین و التابعين كلّ الأدیان السماویّة و حتّی التابعین للأدیان الغیر إلهیّة ، فلنتوجّه في خطبة هذا الإسبوع إلی ذلك الرسول الذي كان رمز الرأفة و الرحمة (ص). و نرجو من الله تبارك و تعالی التوفیق لنكون التابعین الصادقین لذلك الرسول الذي جاء لنشر الصلح و المحبّة ، إذ أنَّ الله تبارك و تعالی قال في محكم كتابه المبین « لَقَدْ كانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ».
كانت ولادة الرسول الأكرم (ص) في عام الفیل الذي صادف عام 570 المیلاديّ في مدینة مكة المكرّمة و من نسلٍ طاهرٍ زكيّ. كانت أمّه « آمنة بنت وهب بن عبد مناف » و كان أبوه الكریم « عبد الله بن عبد المطّلب » و كلاهما كانا من نسلٍ زكيٍّ طاهرٍ.
و ما جاء في التأریخ هو وقوع الكثیر من الحوادث المهمّة في ذلك الزمان و هي الحوادث التي لربّما كانت لتوعیة الناس و تهیئتهم للتقدُّم و الرقيّ في الأصول الآخلاقیّة و من تلك الحوادث هي :
· إرتجاف قصر الملك « أنوشیروان » و سقوط أربعة عشر ركناً من أركان قصره.
· إنطفاء المعبد الناريّ الفارسيّ الذي كان یشتعل لمدة ألف سنة .
· تجفُّف بحیرة « ساوة » و الكثیر من الحوادث الأخری …
جاء في روایة معتبرة عن الإمام الصادق (ع) بأنَّ رسول الإسلام (ص) له عشرة أسماء و هي : « محمّد، الأحمد، عبدُ الله، طه، یسّ، نون، المُزَمِّل، المُّدثر، الرَّسول، المُذّكر ». و هنالك العدید من الأسماء التي هي ذكر الأوصاف الكریمة الأخری التي یتوسَّمُ بها سیِد الكرماء و قد إستنبطها العُلماء من القرآن الكریم.
لقد فقد (ص) أمَّه و أبوه في سنّ الطفولة و ذاق طعم الیتامة من بدایة حیاته الكریمة كما نری بیان ذلك في القرآن الكریم في قوله تعالی : « أَلَمْ يَجِدْكَ يَتيماً فَآوى ». كان یُلقُّبُهُ الناس بـ « الأمین » من قَبلِ البعثة و قد وجّه الله تبارك و تعالی إلیه رسالة البعثة النبویّة في سنّ الأربعین عامًا فهو الذي حسُنَت جمیعُ خصاله و كان خیر أسوة للناس فإنَّ ما لا شك فیه هو أنَّ الرسول الأكرم (ص) ودروسه و بلاغاته کانت و لا تزال خیر أسوة للمسلمین بل و للناس أجمعین.
فلنتمعّن في هذه الفرصة في سیرة الرسول الأكرم (ص) لكي نقتبس منه الخصال الحسنة في حیاتنا العملیّة بخیر ما في وسعنا. و لكن یجب أن نشیر إلی الأمور الضروریّة التي هي أنَّ الدرجات العالیة التي كان الرسول الأمجد أبو القاسم محمّد (ص) فیها هي خلوصه و إخلاصه في العبودیّة للمولی العزیز القدیر جلّ و علا و لذلك نال ذلك المقام العالي للولایة و الرسالة و النبوّة و الإمامة و کونه خاتم الأنبیاء و المرسلین و من أولوا العزم و صاحب الشریعة و الدین الذي جاء به هو دینٌ لكلّ الناس و لكلّ العالَم كما نری بیان ذلك في قوله تعالی: «وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ» .
و ما ظهر منذ بدایة مراحل حیاته الكریمة و إنتشر بین الناس هي الرأفة و الرحمة و المداراة مع الجمیع. و قد إستطاع (ص) أن یجلب الناس الذین كانوا یتّصفون بأسوأ الأخلاق و یُعَلِّمَهُم العبودیّة و الأخلاق الحسنة ، إذ أنّه هو الذي كان خیر مُعلِّمٍ و مربّيٍ لهدایة البشریّة بالسلوك العلمیّة و الأخلاق الحسنة و دعاهم بما كان یتوسَّم به من الدرجات العلی إلی الأخلاق و المعنویّات. فالمهمّ لنا هو أن نتمعّن في جمیع أبعاد حیاة ذلك الإنسان العظیم ، فلننظر إلی بعض الأبعاد من سیرته (ص) و منها:
ما یجب أن نتوجّه إلیه هو أنَّ أساس السیرة النبویّة (ص) مبنیّة علی أساس الإعتقاد بوحدانیِة المولی العزیز القدیر جلَّ و علا ،و أنَّ الله تبارك و تعالی قد علّم رسوله الكریم (ص) تلك التعالیم العلیا بكلمة « قُل » كما نری بیان ذلك في قوله تعالی : « قُلْ لَنْ يُصيبَنا إِلاَّ ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ.»
إنَّ الإرتباط بالله تبارك و تعالی كان من أبرز خصائص الأخلاق النبویّة و أهمّها و كان هو الأساس في حیاته الكریمة و لذلك كان (ص) یهتمّ بكلّ ما یُعَمِّق هذه الرابطة المقدّسة كلّ الإهتمام و لهذا كانت المناجاة و التوجُّه إلیه جلّ و علا بأعمق ما في قلبه المنوّر من أهمّ الأمور التي یهتمّ بها رسول الرحمة و الرأفة طوال حیاته.
إنّه (ص) كان یعبد الله تبارك و تعالی علی أساس المحبّة و العرفان الخلوصيّ و یتناجی معه في كلّ الأمور كما نری بیان ذلك في روایة جاء فیها : « كانَ النَّبِيُّ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ يَرْتَدُّ وَجْهُهُ خَوْفاً مِنَ اللّه .» و حین كان یحلُّ وقت الصلاة كان یقطع كلّ حدیثٍ و كلام و یتوجّه إلی الله تبارك وتعالی كما جاء في الروایة التي فیها بیان أن « كانَ رَسُولُ اللَّهِ يُحَدِّثُنَا وَ نُحَدِّثُهُ فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَكَأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْنَا وَ لَمْ نَعْرِفْهُ. »
كانت معرفته و محبّته (ص) لله جلّ و علا أعمق و أعلی ما یكون و مناجاته للباري عزّ و جلّ بأعمق الشوق و الخلوص و كان یتفرّغ للمناجاة و یُخصِّص زمانًا لیتوجّه فیه إلی الله تبارك و تعالی بكلّ عمقٍ و رغبة و لم یتنازل عن ذلك أبدًا. إنّه كان یحبّ الصلاة التي هي معراج المؤمن حقًّا ، حیث أنّه كان ینتظرها و كان حینئذٍ یزداد شوقه للعبادة و كانت عیناه المباركة المنوّرة في إنتظار الصلاة كما نری بیان ذلك في الروایة التي نصُّها : « كانَ النَّبِیُّ یَنتَظِرُ وَقتَ الصَّلاةِ وَ یَشتَدُّ شَوقُهُ وَ یَتَرَقَّبُ دُخُولَهُ ».
إنّه (ص) كان یفتخر بأنّه أعبد العابدین للمولی العزیز القدیر و لذلك كان متواضعًا تجاه الجمیع وحتی مع الأطفال و كان یسبقهم في السلام علیهم و ما كان لیفتخر و لا أن لیتكبّر أبدًا. و یُروی أنَّ رجلاً جاء إلی الرسول الأكرم (ص) و بدأ الكلام معه وأحسَّ بعظمة شخصیّته و أبُّهته الروحیّة و بدأ یرجف و أخذته اللكنة في الكلام فقال له سید الأنبیاء (ص) « هَوِّنْ عَلَيْكَ فَلَسْتُ بِمَلِكٍ إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ كَانَتْ تَأْكُلُ الْقَدَّ » ( أكلة القدّ هو أکل طعامٌ بسیط جدًّا.)
إنّه كان (ص) یتصرّف كأيِّ إنسانٍ من الناس الآخرین بأعلی درجات التواضع لكي لا یتأثّر الناس بهیبته و یقلّ جذبه للناس من جرّاء ذلك أو أن یكون مظهره كالحاكم المقتدر ، بل و لیحسّوا أنّه الأب الرؤف الذي أرسله الله تبارك و تعالی لأمّته. و كان یهتمّ بظاهره لیكون كأيِّ إنسانٍ عاديٍّ لكي لا تؤثِّر هیبته تأثیر سلبيٍّ علی جاذبیّته و لكي لا یری الناس فیه الحاكم المسیطر ، بل لیحسُّوا أنّه هو الرؤف الرحیم الذي لم یبعثه الله تبارك و تعالی إلّا رحمة للعالمین.
كان ذكر الله جلّ و علا جاريٍ علی لسانه و لا ینقطع عنه حین ینام و حین یصحی من النوم و حین یتهیّأ لصلاة اللیل و حین یجلس عند سفرة الطعام و حین السفر و عند الحضر، فإنَّ ذكر الله عزّ و جلّ كان مستمرًّا في قلبه و علی لسانه من شدّة حبّه له و تعلُّقه به جلّ و علا و كان كلّ لحظة من لحظات حیاته یَذكر و یُذَكِّر فیها المولی العزیز القدیر و الحقّ و الحقیقة. إنَّ أكبر ما كان یهتم بّه (ص) هو تعریف الله تبارك و تعالی إلی الإنسان و البشریّة لكي یحسّوا بالإطمئنان و الأمن و الأمان في حیاتهم.
إنّه كان (ص) الأسوة العلیا في النظافة و التجمُّل و كان ینظر لنفسه في المرآة و یُمَشِّط شعره و كان ینظر أحیانًا في إناء الماء إن لم تكن عنده مرآةٌ لیُنَظِّم شعره. و علاوة علی أنّه كان یُرتِّب مظهره للعائلة أو لإخوانه في الدین كما نری بیان ذلك في هذه الروایة:« وَ كَانَ يَنْظُرُ فِي الْمِرْآةِ وَ يُرَجِّلُ جُمَّتَهُ وَ يَمْتَشِطُ وَ رُبَّمَا نَظَرَ فِي الْمَاءِ وَ سَوَّى جُمَّتَهُ فِيهِ وَ لَقَدْ كَانَ يَتَجَمَّلُ لِأَصْحَابِهِ فَضْلًا عَلَى تَجَمُّلِهِ لِأَهْلِهِ». و كان یتوسّم بالعطور و یحفظ نظافة جسمه المقدّس و ینظِّف أسنانه قبل المنام و بعد المنام و یعتني بلباسه الذي كان بسیطاَ و نظیفًا جدًّا.
و أمّا ما یخصُّ العائلة فإنّه كان و یكون ما بقي اللیل و النهار خیر أسوة للناس ، إذ أنّ التزوُّج كان عنده من الأسس التي تُبنی علیها الحیاة الإجتماعیّة و السعادة العائلیّة التي یحبّها الله تبارك و تعالی و عكس ذلك هو الطلاق الذي هو أبغض الحلال إلیه جلّ و علا. و إنّه (ص) كان یروِّج التزوُّج و یعرِّف الناس بأنّها من آیاته و محبّته للعباد كما نری بیان ذلك في قوله تعالی : «وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَ جَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ». إنَّ فهم هذه الآیة و إدراك بلاغها هو تقویة المحبّة و الرحمة بین الزوجین و تحفیزهم للعفو عند الخلافات و هذه هي الأمور المحوریّة في الحیاة الزوجیّة.
إنّه كان (ص) أكثر الناس رحمة و محبّة إلی النساء و الأطفال كما نری بیان ذلك في الكثیر من الروایات و منها « كانَ رَسُولُ اللهِ أَرحَمُ النَّاسِ بِالنِّساءِ و الصِّبیانِ» و كان یوصي الناس للمحبّة و حسن التعامُل مع نسائهم في توصیته (ص) للناس « خِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِم» و كان یمازحهُنَّ و لم یكن عبوسًا یابسًا « كَانَ رسول الله يَمْزَحُ وَ لَا يَقُولُ إِلَّا حَقّا». و ما كان لیحمِل علیهنَّ ما لا طاقة لهنَّ به و لم یسبِّب لهنَّ المتاعب و الزحمات و كان یقول « أنا وَ أتقياءُ أمَّتي بَراءٌ مِنَ التَّكلُّفِ» و ما كانیهتمّ به کثیرًا (ص) هو أنَّ كیان العائلة یجب أن یكون ملیئًا بالمحبّة و المودّة و الصفاء و الصمیمیّة و الأنس و السكینة و الهدوء و بعیدًا عن أيِّ نوعٍ من النزاع و الشجار و الإختلافات و الإشتباكات.
و أمّا ما یخصُّ سیرته في تربیة الأطفال فإنّه كان یقول « أَكْرِمُوا أَوْلَادَكُمْ » و یحفِّز الوالدین لمحبّة ذریّتهم و التعامُل معهم بالرأفة و الرحمة. كما و وصّی أیضًا إحترام الأولاد و البنات و معاشرتهم و التعامُل معهم بالخصال الجمیلة. و هنالك الكثیر من الوصایا الدقیقة و الكاملة التي وصّی بها الوالدین للتعامُل مع ذریّتهم. کان في تصرُّفاته الإجتماعیّة (ص) بیان الصَّداقة و المحبّة بین الناس بأجمعهم و خصوصًا الأفراد الذین كانوا في ذلك الزمان ، إذ أنّهُ كان من الممكن أو یكونوا الأسوة الحسنة للآخرین. إنّه (ص) كان یتصرّف مع کلّ الناس بالمحبّة و یستقبلهم بالإبتسام و یبدأ كلامه معهم بالوجه البشوش « كانَ أكثرُ النَّاسِ تَبَسُّماً و ضِحكاً فی وجُوهِ أصحابِه». و كان یبتسم أكثر من الآخرین بأجمعهم و كان (ص) حین یُلاقي الناس یسأل عن أحوالهم کما و كان حین لم یری منهم أحدًا لعدّة أیّام، فكان یسأل الآخرین عنه أو أنّه كان حتی یذهب إلی بیوتهم لیزورهم. قال أمیر المؤمنین (ع) فیما یخصّ الرسول الأكرم (ص) « كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا فَقَدَ الرَّجُلَ مِنْ إِخْوَانِهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ سَأَلَ عَنْهُ فَإِنْ كَانَ غَائِباً دَعَا لَهُ وَ إِنْ كَانَ شَاهِداً زَارَهُ وَ إِنْ كَانَ مَرِيضاً عَادَهُ »
إنّهُ (ص) کان یُعاشر الناس و یتعایش معهم بالأخلاق النبویّة الكریمة و یُخاطبهم في مستواهُم و یراعي إحترام كلّ الأفراد بالمستوی العالي في أخلاقه الكریمة. و بوسعة الصدر التي كان یتمیّز بها ، كان یصبر لما كانت تحصل من المشاكل و لا یتقابل مع الناس بالحدّة و الشدّة ، بل بالصبر و التبسُّم ویتعامل مع الجمیع وفقَا للأصول الإسلامیّة و لم یأذن أبدًا أن تُجری خیانة لأيِّ إنسان أو أن یتمّ التجاوُز علی حقوق الآخرین و لا أنّه كان (ص) یسمح لأحدٍ أن یظلم الآخرین و ما كان لیقبل الظلم من أحد أو أن یغضّ النظر عنه ، بل إنّه كان یُحذِّر الجمیع من الظلم و التعدّي علی الآخرین و لا أن لیقبلوا الظلم من أحدٍ.
فلو إن تفقّه المسلمین في الأبعاد الأخری في سیرة النبيّ الأكرم (ص) لیعملوا و یتعاملوا وفقًا لها ، فما لا شك فیه سوف یؤدّي إتِّباع السیرة النبویّة الكریمة إلی إنتشار كلّ الآثار التربویّة الإسلامیّة الحقیقیّة بین المسلمین لیتمتّع بها الجمیع.
و ما یجب أن نذكُرُهُ هو أنَّ الرسول الأكرم (ص) كان ینشر بلاغات الصلح و المحبّة تجاه كلّ البشریّة و لم یكن هنالك مطلقًا أيِّة خشونة أو إرهاب في سیرته العلیا. و لذلك فإنَّ هؤلاء المغرضین الذین ینشرون الرعب و الإرهاب في مختلف المجتمعات لا صلة لهم بالإسلام و سیرة النبيّ الأكرم (ص) أبدًا حتی و لا قید شعرة و لا مثقال ذرّة. و ما لا شك فیه هو أنَّ كلّ المراجع و علماء الدین من الشیعة و إخوتنا من أهل السنّة یحكمون هذه الجرائم البشیعة و یتبرّأون منها و من الذین یقومون بها و یستنكرونها بكلِّ عزمٍ و ثبات.
نرجو من الله تبارك و تعالی أن یوفِّق كلّ المسلمین للعمل بالتعالیم التي جاء بها رسوله الأكرم (ص) و أن یتزیّنوا بالأخلاق النبویّة الحسنة و العمل وفقًا للسیرة النبویّة العلمیّة و العملیّة الحسنة و ما وصّی به رسول الرأفة و الرحمة (ص) فیما یخصُّ التعامُل مع الآخرین أیًّا ما كان دینهم و مذهبهم ، لكي یری الناس أنَّهُم مسلمین حقًّا و لیسعوا لنشر المحبّة و المداراة و المعارف و الحكمة في المجتمعات التي نعایشُها في یومنا هذا، إذ أنَّ ذلك هو أحوج ما یكون في عصرنا هذا و أكثر و أكثر من أيِّ عصرٍ آخَر ، و ذلك لقطع جذور أيِّ نوعٍ من الظلم تجاه أيِّ إنسانٍ أو أيِّ جمعٍ ما كان.
نسأل الله تبارك و تعالی أن یمُنَّ علینا جمیعًا بالهدی و العرفان و الأخلاق الحسنة و مراعاة حقوق الآخرین أیًّا ما كانوا و التوفیق لطاعته و التوجّه إلیه جلَّ وعلا بقلبٍ سلیم ملیئٌ بالحبّ له و لعباده الصالحین والتعمُّق في الإیمان به و العمل الصالح في سبیله عزّوجلّ.
والسلام علیكم و رحمة الله و بركاته