بسم الله الرحمن الرحیم
بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ( سوره تکویر آیه 9 )
في أجواء عيد الأضحى المبارك، عيد الروحانية ونبذ الأنانية والتمييز، بلغت مسامع مسلمي أوروبا أخبار العنف الوحشي والقتل الجماعي اللئيم لمسلمي ميانمار، فتقرّحت لذلك أعماق قلوبهم.
قلّما شهد تاريخ البشر أساليب بهذا المستوى من الوحشية حيث رأينا المشاهد المؤلمة للدمار والتشريد، لكن الأفظع تعذيب الأطفال الرضّع وإرعابهم بالسكاكين ودوسهم تحت أقدام التمييز الديني والعنصري النجس، وهو ما يستدعي صحوة كل ضمير حيّ، ويرسم أمام الإنسان عشرات علامات الإستفهام:
كيف يمكن لمن يتبجّحون في المحافل المختلفة بحصولهم على جائزة نوبل أن يبقوا صامتين في مثل هذه الحالات؟ ما سرّ صمت وسائل الإعلام العالمية والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمؤسسات الدولية؟ أي محكمة هي تلك التي تعدّ نفسها متفانية في أداء واجبها من تحرٍّ وجمع أدلة والمطالبة بالعدالة لهؤلاء المظلومين المكتومي النفس؟ ألا تستطيع المؤسسات الدولية وضع حد لهذه الجرائم الوقحة؟ هل دعاة تساوي البشر في الحقوق ودعاة إقرار مبادئ أخلاقية عالمية ملتزمون حقاً بمسؤولياتهم العالمية؟ هل الذين تحترق قلوبهم على الحيوانات ويطالبون بحقوقها شعروا بالقلق من الجريمة التي تحصل على مرأى من الجميع؟ أم نطقوا بكلمة استنكار لها؟
أمام هذا الواقع المُعاش، تنتظر الأمة الإسلامية من الأجهزة الدبلوماسية التابعة للدول الإسلامية، وعلى رأسها منظمة المؤتمر الإسلامي، متابعة الموضوع والمطالبة بالمحاسبة توصلاً لنتيجة مرضية تضع حداً لمأساة ميانمار وتؤدي لملاحقة مرتكبيها ومحاسبتهم ليكونوا عبرةً لغيرهم.
إنني هنا نيابة عن إتحاد علماء الشيعة في أوروبا، أدعو عامة المسلمين أن لا يكتفوا بالدعاء لحفظ كرامة المظلومين في ميانمار واليمن وسائر البلدان، بل يقرعوا بأصوات استنكارهم مسامع العالم بأي نحو ممكن وبالطرق القانونية. و الله المستعان.
رضا رمضانی رئیس إتحاد العلماء الشيعة في أوروبا